الشيخ الروحانى المصرى Admin
المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 18/10/2020
| موضوع: علوم الكشف الروحانى والرؤيا والأحلام من خلال سورة يوسف الخميس أكتوبر 22, 2020 8:16 pm | |
| علوم الكشف الروحانى والرؤيا والأحلام من خلال سورة يوسف تَعُدُ قصة يوسف عليهِ السلام من أحسنَ القصص فى القرآن الكريم (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ) وتعتبر هى القصة الوحيدة التى ذُكرت كاملة فى سورة واحدة حيث تدور أحداث هذه القصة بين نبى الله (يوسف) وأبيهِ (يعقوب) عليهما السلام وبين إخواتهِ (الأسباط) مروراً بإمرأةَ العزيز وملك مصر. والعجيب فى أمر هذه السورة أنها بدأت برؤيا وأنتهت بتأويل هذه الرؤيا (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) ولكن ما بين مشاهدة الرؤيا فى المنام إلى أن أصبحت الرؤيا حقاً على أرض الواقع حدثت إبتلاءات كثيرة وأحداث مريرة لصحابها (يوسف) عليه السلام فمُنذُ أن إستيقظ على رؤيا تُبشره بالخير وأنه سيكون له شأنٌ كبير وهو الذى سوف يَورثُ من آبائهِ وأجدادهِ العلم والنبوة ليستيقظ بعدها على أحداث مريرة ومؤسفة ويُصدم فى أقرب الناس إليه فيجد أن إخواتهُ يحقدون عليه لحب آبيهم له الأمر الذى جعلهم يمكرون به ويُضللون آباهم لكى يأخذوه بعيداً عنه ويلقون به فى غيابت الجب ويُرمى فى بئرٍ عميق حتى يُقضى أمره. ولكن لطف الله كان قريباً منه حيثُ أرسل اللهُ لهُ من يُخرجهُ من البئر ولكن وقع أسيراً بين أيديهم وأصبح بضاعة يُباع ويُشترى فيه حتى إشتراه (عزيز مصر) بثمنٍ بخس وأخذهُ إلى بيتهِ فى مصر ليكون ولداً له ولأمرأته ويتربى وينشأ بين أيديهم حتى صار شاباً ليجد نفسه فى مواجهة مصير وإبتلاءات جديدة.
ويوسف الصديق كان حسن الوجه والشكل فقد وهبه الله الجمال الربانى وجعل على وجه نور الملائكة حتى إذا ما رَآهُ أحد تعجب من من النور الذى كان على وجه ولكن هذا لم يكن فى صالحه أبداً فى تلك المرحلة فهذا الجمال الملآئكى سبب له إبتلاء جديد ومواجهة قاسية مع أمرة العزيز التى كانت تتخذهُ ولداً لها والتى تغيرت مشاعرها تجاهُ وأصبحت تراودهُ عن نفسها الأمر الذى جعلهُ يُصاب بالفزع والهرع وقال (قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ). وهذا لم يمنعها من الطلب مراراً وتكراراً وجعلها تُصر على موقفها حتى أنها خيرتهُ بين ما يفعل ما يُأمر به أو يُسجن (وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) ولكن (يوسف الصديق) السجن أحب إليه من أن يعصى ربه ولذلك جاء الأمر عليه بالسجن ومن حظه أن دخل معه السجن شخصان ليأنسوا وحدتهُ لفترة ولكن ماذا يفعل وهو سجيناً لا أحد يعلم عنه شيئاً وإلى أين سيكون المصير. ولكن العناية الإلهية دائماً ما تكون بجانب عباد الله الصالحين وأوليآءُه فى الأرض وما كان الله ليُخزى يوسف الصديق بعد أن أطاعه ولم يرضى بمعصيته فإمدادات السماء كانت تتنزل عليه ولم تنقطع عنه فى هذه الأحداث المريرة وكان الصبر هو المصير المحتوم عليه فى هذه الحقبة من حياته فكان لازماً عليه أن يصبر فى سجنه ويقوى ويتلقى العلم من الملك الأعلى ويتعلم من نور السماء. فكان الله هو عينه التى يُبصر بها فقد وهبه الله علم الكشف وعلم تأويل الاحاديث (وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) فَعلمُ اللهَ كما هو طريقاً للنور والهداية فهو أيضا طريقاً للنجاه من المهالك فأراد الله أن يجعل من علم التأويل والمُكاشفة والمُطالعة الذى تلقاهُ يوسف من الله أن يكون هو المخرج من السجن (فدائماً وأبداً نقول إن الإبتلاء مع الصبر والعلم تأتى البشائر وتتنزل المُعجزات الإلهية حتى لو كنت سجيناً ولم يدرى بك أحد).
مفهوم معنى كلمة (الرؤيا والحلم) من المنظور القرآنى فأرسل الله من السماء (رؤيا) تتسلل إلى الملك (حاكم مصر) فيراها فى المنام أكثر من مرة الأمر الذى جعله يستشعر ويستنبط أن هذه الرؤيا حق وبها رسالة محدده ولكنه لم يفهم ما المعنى وما المقصود فأمر بجمع الملأ وأخبرهم وقال (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي (رُؤْيَايَ) إِنْ كُنْتُمْ (لِلرُّؤْيَا) تَعْبُرُونَ (43)قَالُوا (أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ) ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ (الْأَحْلَامِ) بِعَالِمِينَ) وكان الرد من الملأ أن هذه ليست رؤيا بل هى أضغاث أحلام.
الرؤيا ومحاورها الثلاثة ومن خلال هذه الآية الكريمة نُلاحظ معاً أن الرؤيا غير الحلم فالرؤيا تكون من الله يُرسلها بواسطة (مَلَك) من السماء ولذلك كل من يرى رؤيا مباركة يجد بعد إستيقاظهُ من النوم إنشراحاً بالصدر ويستشعر صدق أحداثها والرؤيا دائما تأتى بالخير فالله لا يُبشر إلا بخير والمشاهد التى تكون فى الرؤيا يكون لها سياق منتظم وأحداث مرتبة. وعندما ذكر الله الرؤيا فى القرآن الكريم جاء بها على ثلاث محاور (رسالة ببشارة مؤكدة تتعلق بعلم المستقبل أو بمعالجة الأحوال التى تتعلق بعلم المستقبل أو فى صيغة أمر مباشر يجب عليك تنفيذه) وكل محور من الثلاثة جاء بتأويل وإستنباط مُختلف ليُبين لنا الله نور الحق فى علم الرؤيا والتأويل.
رؤيا بها علم المستقبل والتصديق من الله المحور الأول والذى يكون فى صورة رؤيا تتعلق (بعلم المستقبل) وفى هذه الحالة الرؤيا تحمل معها بشرى مؤكدة وليس لك معالجة أى شئ فيها أو العمل عليها ليكون التصديق عليها من الله مباشرة وذلك كما بشر الله سبحانه وتعالى سيدنا رسول الله ﷺ أنه سيدخل المسجدا الحرام فى رؤيا صادقة وبشر الرسول صحابته الكرام بتلك الرؤيا المباركة والتى كانت فتحاً مُبيناً للمسلمين آنذاك (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) وجاء التصديق على هذه الرؤيا من الله وأصبحت حقاً على أرض الواقع ودخل الرسول والمسلمين البيت الحرام. ولنا فى قصة يوسف هنا رؤيتان للسجينان اللذان كانا معه فى السجن حيث قالا (قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) فالإثنين كلٌ على حدى رأى رؤيا مختلفة عن الأخر وفيها علم المستقبل لهما. وهنا فسر يوسف الصديق الرؤيتان بعلم نور الله الذى وهبهُ إياه وقال (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ۖ وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ ۚ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) وبالفعل صدّق الله عليهم الرؤيا بالحق فصُلب واحداً والأخر نجى وخرج من السجن وعمل مع الملك يعصُر له الخمر.
رؤيا بها أمر مباشر ووجب عليك تنفيذ الأمر والمحور الثانى والذى يأتى بصيغة (أمر مباشر) من الله وفى هذه الحالة عليك تنفيذ ما جاء بالرؤيا وذلك بالطبع بعد التأويل الصحيح لها من قبل الشيوخ والأمر الذى يأتى فيها يكون أمراً شرعياً لاغير ذلك ويكون فيها الحث على الخير والأمر بالصدقات أو أخذ الورد والذكر مباشرة من الله والذى يكون فى صورة إسم من أسماء الله أو آية أو سورة قرآنية أو غيره وهذا يُعد حباً من الله إليك ليُقربك منه وتتصل روحك بالسماء وتتلقى المزيد من علم الله. ومنها ما يأتى بصورة إبتلاء من الله كما حدث مع نبى الله إبراهيم عليه السلام عندما رأى أنه يذبح إبنه وفى هذا إبتلاء مبين لإبراهيم وولده معاً ولكنه أمرٌ من الله له فرؤيا الأنبياء حق ولا يدخُل فيها الشيطان ويجب تنفيذ الأمر من الآمر الأعلى. (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ). وهُنا نرى أن سيدنا إبراهيم وإبنه عندما أسلما لتنفيذ الأمر جاءت البُشرى برفع البلاء ولكن الله وضح لنا هنا أن (تصديق) الرؤيا جاء من إبراهيم عندما بدء فى تنفيذ الأمر من الآمر الأعلى وليس من الله كما حدث مع رؤيا سيدنا محمد ﷺ وهذا الفرق بين الرؤيا التى بها بشرى فيُصدقها الله مباشرة وبين رؤيا فيها أمر ووجب تنفيذه ليتم تصديقها من صاحب الرؤيا فيتم مرادها. ولكن لنعلم علم اليقين أنه عندما نُنَفذ الأمر من الله سيكون لنا فتحا مُبيناً فكون الله إختاركَ ليُعطيك أمراً تنفذهُ دونً عن غيرك فإعلم أن الله قد إختصك بعلمه وأراد أن يقربك إليه ليجعلك من المقربين والمُحسنين فإن إستجبت لخصوصية الخالق لك فى تصديق الأمر جعل الله لك طريقاً تسلُك فيه طريق العلم الربانى والنورانى بالرؤيا والكشف والمُطالعة.
معانى كلمة الأحلام أما (الأحلام) فهى أضغاثُ تحدث بسبب ما يدُور فى العقل الباطن ويتدخل فيها الشياطين وتكون مُفزعة فى كثير من الأحيان (كابوس) وليس لها مشاهد مرتبة وأحداثها متضاربة وسياقها العام ليس به مدلول وتُسبب ضيق الصدر وغمة النفس بعد الإستيقاظ منه. وهذا ما أراد كفار قريش أن يقوله فى حق سيدنا محمد ﷺ عندما أنزل اللهُ عليه الكتاب فقالوا جاحدين فى أنفُسهم حتى ينكروا صدق الرسول عن رؤيا جبريل عليه السلام ونزول الكتاب والوحى (بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) أى أن العلم الذى جاء به الرسول ما هو إلا أضغاث أحلام ليس به علم من السماء ولا يقين فيه وقد يكون إفتراء وهذا دائما ما يكون الظن السيئ بأنبياء الله ورسلهِ وبأهل العلم الذين هم أهل الله. ولكن الله لم يدعهم يقولوا قولهم هذا فى نبيه الكريم دون الرد عليهم بأن هذه الأحلام ليست إلا أحلاكم أنتم وهى التى تأمركم بالجهل والكفر وإن كنتم صادقين فأتوا أنتم بحديث مثله. أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَٰذَا ۚ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ ۚ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ وهنا يأتى الاستنباط علماً ويقيناً أن معنى كلمة الأحلام فى القرآن الكريم ليست إلا أضغاث لا معنى حقيقى أو يقينى لها.
رؤيا بها علم المستقبل ويجب العمل عليها حتى تكون حق والمحور الثالث والذى يتعلق بعلم المستقبل والذى يحتاج إلى المعلاجة وهذا يأتى فى صورة رسالة بأن هناك شيئاً فيه ضرر سيحدُث فى المستقبل ويجب عليك العمل عليه حتى تُنفذ الموقف وهذا سنشرحه من خلال الرؤيا التى رآها الملك وقام بتأوليها يوسف الصديق. وعلم هذا النوع من الرؤيا لن تجدوه مكتوبا فى الكتب التى تتكلم عن علم الرؤيا فهذا العلم لا يُأخذ إلا هبةً من الله بواسطة الخدمة النورانية العُليا وذلك لأنه يجب وضع خطط مستقبلية تعمل على تحقيق الرؤيا حتى تكون حق وهذا لا يأتى إلا بالكشف الروحانى المباشر وبنور البصيرة وذلك بمعاونة الخدمة العُليا حتى يتم تصديق الرؤيا وجعلها حقاً قبل فوات الأوآن. وكما قُلنا أن الملك قد أمر بجمع الملأ لكى يبحث عن أحدٍ يقوم بتأويل هذه الرؤيا ومن رحمة الله بيوسف أنه كان من الحاضرين الشخص الذى نجى من السجن وقد خرج بعد ما فسر له يوسف الصديق الرؤيا كما قُلنا وعندما سمع الملك يتحدث عن هذا الأمر أسرع إليه وقال أنا أنبكم بالتأويل فإنى رأيت شخصاً فى السجن عنده القدرة على تأويل هذه الرؤيا فأرسلونى إليه. وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ
وهنا يجب أن نُدقق الملاحظة على أكثر من أمر فى هذا النوع من الرؤيا أما الأمر الأول فهو فى علم تأويل هذا النوع من الرؤيا فنرى هُنا أن يوسف الصديق لم يُفسر الرؤيا بل قال أوامر ويجب أن تُنفذ لأنه علم من الرؤيا إنه سيكون بعد سبع سنوات ستأتى بعدها سبع سنوات عجاف وهذا الأمر لابد له من وضع خطة لمعالجة سنوات العجاف حتى لا ينتشر الجوع بين الناس والعباد ويعم الخراب. وعلى الفور وضع الخطة الربانية التى أتتهُ من علم نور الله وكشف البصيرة فأمر بأن يقوموا بالزراعة المكثفة فى السبع سنوات الأولى ويأكلون منها على قدر الحاجة ويقوموا بتجميع الفائض وتخزينه حتى إذا أتت السبع سنوات العجاف يستخرجون من المخزون ويأكلون منه على قدر حاجتهم حتى تنتهى الازمة. وأما الأمر الثانى وهو فى علم ما بعد الأحداث (بعد أحداث الرؤيا) فيوسف الصديق بعد ما وضع الخطة للسبع سنوات الأولى والسبع سنوات العجاف زاد وقال (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ (عَامٌ) فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) وهذا (العام) لم يأتى فى رؤيا الملك ولم يكن له أى مدلول إطلاقا فى الرؤيا فمن أين جاء بهذا (العام) والذى قال فيه مُتقيناً أنه سوف يُغاثُ فيه الناس وينزل عليهم الغوث من السماء صباً صباً ويشربون ويعصرون وهُنا نقول هذا هو علم نور الله وعلم كشف البصيرة. أما الأمر الثالث وهو أن الكرامة هنا ليست لمن رأى الرؤيا كسابق الرؤيا تكلمنا عليها فى المحور الأول والتى كان التصديق عليها من الله مباشرة دون العمل عليها فتكون الكرامة لمن رآها شخصياً ولكن الأمر هنا متخلف فالكرامة هنا لمن قام بتأويل الرؤيا وتفسيرها ووضع الخطة اللازمة لمواجهة هذه المشكلة والعمل عليها فالكرامة هنا كانت لسيدنا يوسف الصديق وليست للمك الذى رآى الرؤيا.
وكانت هذه الرؤيا التى جعلها الله سبباً لنجاة يوسف الصديق وخروجه من السجن سبباً آخر لدليل براءتهُ من ظُلم إمرأة العزيز فنصرهُ اللهُ عليها وإعترفت بظُلمها لهُ أمام الملك والجميع (قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ). فما كان من الملك بعد أن سمع كل هذه الشواهد التى تدُل على صدق يوسف إلآ أن تيقن بصدق التأويل والخطة الزمنية التى قالها يوسف لإنقاذ البلاد من الجوع والخراب وقال فى نفسه لن يُنقذ هذه الغُمة إلا من قام بالتأويل ووضع الخطة فهو الأجدر بتنفيذها. (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
وهكذا خرج يوسف من السجن ليُصبح عزيزاً لمصر وهذا هو حُسن الظن بالله فإعلموا أحبتى أن النصر مع الصبر.
معنى كلمة الكشف الروحانى وأنواعه (اليقظى والمنامى والحسّى) والكشف معناه هو أن يكشف لك اللهُ الأحداث التى تدور من حولك ويُكشف لك باطن الأمور وما يُخفيه عنك الناس وهذا يُعد علماً من علوم الغيب ولكن ليس كعلم الغيب الذى يتعلق بالمستقبل كما هو الحال فى الرؤيا المباركة كما شرحنا سابقاً والكشف يأتى على ثلاثة أنواع (يقظى ومنامى وحسّى).
معنى الكشف المنامى أما الكشف المنامى فهو يُجرى بواسطة تجارب وفوائد روحانية يقوم بها المبتدء بعمل الفائدة الروحانية قبل نومه والتى تعمل على إستحضار خادم علوى أو أرضى ليكشفَ لهُ منامياً عن الشئ الذى أرادهُ من وراء هذه الفائدة وقد وضعت لأحبابى طريقة للكشف المنامى فى (الفوائد الروحانية الخاصة) وهى مجربة وفعالة بإذن الله.
معنى الكشف اليقظى أما الكشف اليقظى والذى يُسمى أيضا بالعين الثالثة فهو يُعد كشف روحانى مباشر ومتصل وهذا لا يتم إلا بواسطة الإتصال الدائم بالخدمة العُليا النورانية وهذا النوع من الكشف هو الأصدق على الإطلاق فى الكشف الروحانى وفى التشخيص الدقيق لحالات السحر والمسّ والحسد والعوارض وإعطاء العلاج القرآنى الصحيح والكشف عن الدفائن والكنوز وغيره).
الكشف الروحانى اليقظى بين يوسف الصديق وآبيه عليهما السلام وكما قُلنا أن العلم الذى أعطاه الله ليوسف الصديق كان علماً عظيماً وما كان للشخص الذى نجى من السجن أن يُعرض نفسه للمسائلة أمام الملك عندما أخبره عن يوسف الصديق لأنه بالفعل قد رآى كثيراً من الكرامات ليوسف الصديق فى علوم الكشف اليقظى وتفسير الرؤيا حينما كانا معاً فى السجن. فدائماً كان يكشف لهم عن نوع الطعام قبل أن يأتى إليهم فكان يكشف ويرى الحُراس وبإيديهم الطعام فيُخبر أصحابهُ عن نوع الطعام قبل أن يدخلوا عليهم (قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) وكحال الانبياء والمؤمنين الصادقين أن يردوا دائماً وأبداً العلم إلى الله ولذلك أحبتى فى الله إعلموا أنه من صار على الدرب وكان من السالكين يهبهُ اللهُ علوم نور البصيرة والكشف والمُطالعة ويجعل الله له النصر والتمكين.
وعندما أصبح يوسف عزيزاً لمصر ومكنّ الله له فى الأرض وأصبحت خزائن الأرض بين يديه كان يأتى إليه جميع الناس من البلدان المجاورة حتى يأخذوا المون والطعام وكان من بينهم أخوة يوسف جاءوا طالبين للعون والطعام وبالطبع لم يتعرفوا على شخصيته فقد تغير شكله منذ أن ألقوه به فى غيابت الجب. فرفض إعطائهم شيئاً إلا أن يأتوا باخٍ لهم من أبيهم وبالفعل استجابوا له حتى يحصلوا على الطعام ولكن يوسف الصديق إستطاع بعلم من الله أن يصنع لهم المكيدة التى يأخذ بها أخاه (بنيامين) (كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) وبذلك أراد الله أن يرفع من شأن يوسف الصديق بين أخوته كما رفع شأنه فى الأرض وأراد أن يُكمل له الإنتصار الأكبر وهو أن يرى أباه مجدداً. ورجع إخوة يوسف إلى آبيهم خائبين خاسرين بعد أن فقدوا الأخ الثانى ولكن كما كان يوسف الصديق يكشف ويُبصر فكان آباهُ يعقوب كذلك فقال آباهم لهم بعين البصيرة وبعلم الكشف (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) وذلك علماً منه يقيناً من علم الله له بالكشف والبصيرة أن الذى هناك هو إبنه يوسف وهو الذى اخذ آخاه معه.
ولما ذهبوا إلى يوسف الصديق لم يعيروا لكلام آبيهم إهتماماً رغم أنه قال لهم مراراً وتكراراً (إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) ولكنهم بظُلمهم الدائم لإنفسهم وللغير أعمى الله بصائرهم وكان كل همهم أن يطلبوا الطعام والعون فقط فما كان من يوسف إلآ أن أراد أن يثبت لهم صدق كلام آبيهم وأن يُعطيهم درساً فيما فعلوه به من قبل فبدأ لهم بسؤال لكى يتيقظوا وينتبهوا وقال (قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89)قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).
وهُنا أيقن أخوة يوسف بصدق كلام آبيهم وأعترفوا بأخطائهم وندموا على ما فعلوه بيوسف وطلبوا منه المغفرة وكما هو حال الانبياء والصادقين التسامح والتراحم فيما بينهم فقال (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). ونرى هُنا مشهداً عجيباً من مشاهد الكشف والعلاج فقد علم يوسف بأن آباه قد أبيضت عيناه من الحزن وأُصيب بالعمى وكان يوسف جاهزاً لذلك فالعلم الذى أخذه من الله ليس له حدود وعلى الفور أتى بالعلاج (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ).
الكشف الحسّى وهنا نرى نوعاً آخر من أنواع الكشف وهو الكشف الحسّى وهو الإستشعار بالحواس والذى عبر عنه القرآن الكريم على لسان يعقوب عليه السلام فبعد أن أخذوا القميص من يوسف وخرجوا من مصر متوجهين إليه بالبشارة فقال (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ) فستعشر بحاسة الشمّ (ريح يوسف) آتيه إليه ولكن من عادة أبناءه أنهم لم يصدقوهُ يوماً فى علمه من الله فقالوا (قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ)
ولكن الله أكد لهم صدق كلامه وجاءهُ البشير بالقميص (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) وعاد بصر يعقوب إليه من جديد وحينها تيقنوا جميعاً بعلم يعقوب وأقروا بذنبهم وطلبوا العفو والمغفرة.
تصديق الرؤيا الأولى من الله ليوسف الصديق وها قد جاءت اللحظة الحاسمة والإنتصار الأكبر ليوسف وأبيه واللقاء المنتظر وتحقيق الرؤيا التى رآها يوسف من قبل وهو صغير ويذهب يعقوب والأهل أجمعين إلى مصر ويكون فى إستقبالهم يوسف الصديق المشتاق إلى حضن آبيه (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) ويوسف الصديق كان خيرُ مثال للإبن الصالح البار بأهله والذى أسرع ورفع أبويه على العرش إحترماً وتقديراً وإجلالاً لهما. (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
النصائح والعبرة من القصة وها قد جعل الله الرؤيا حقاً بعد رحلة مليئة بالإبتلاءات الكثيرة والشقاء الطويل ولكن وعد الله حق وها قد جاءت الرؤيا بالحق. ونلاحظ معاً أن يوسف الصديق فى هذا الموقف لخص كل ما حدث بينهُ وبين أخوتهِ بسبب (نزغ الشيطان) فاللهم نعوذ بك من نزغ الشياطين ومن همزات الشياطين ونعوذ بك ربى أن يحضرون. ويجب علينا جميعاً بعد أن ينصرنا الله ويمُن علينا بالفتوحات والخيرات أن نفعل كما فعل يوسف الصديق حيث أنه توجه الى ربهِ خاشعاً متضرعاً يذكر نعمتهُ عليهِ ويشكر فضلها ويدعوهُ ويرجوهُ أن يُتَوفى مسلماً ويُلحق بالصالحين (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ). والصالحين الذين أراد يوسف أن يلحق بهم وندعو الله أن نكون معهم هم آبائه وأجدادهُ فسيدنا إبراهيم هو جدهُ الأكبر وهو أساس الشجرة الطيبة التى كان ختامُها مسك بسيدنا رسول الله ﷺ (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ).
ونختم ونقول أن المراد من القصة هو الصبر وعدم اليأس من رحمة الله فإن كنت تقياً نقياً فعلم أن الله معك ولن يتركك فى محنتك وستأتى لك البُشريات ويعُمّ عليك من الخيرات وتتنزل بركات السماء ولتنظُر فى قصة يوسف من أين إبتدت وكيف إنتهت ليقول الله لنا فى آخر الآيات بعد إنتهاء القصة معقباً عليها (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
محبكم فى الله الشيخ الروحانى المصرى
| |
|
ريحانة الجنة
المساهمات : 66 تاريخ التسجيل : 19/10/2020
| موضوع: رد: علوم الكشف الروحانى والرؤيا والأحلام من خلال سورة يوسف الإثنين أكتوبر 26, 2020 3:10 pm | |
| الله الله الله عليك يا شيخ بجد حضرتك الموضوع روعة جدا وشرحت الدرس وعلوم الكشف والرؤيا من خلال القصة المشوقة والاحداث الجميلة
بارك الله فيك شيخنا وجعلها الله فى ميزان حسناتك
| |
|
سامح ابراهيم
المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 02/11/2020
| موضوع: رد: علوم الكشف الروحانى والرؤيا والأحلام من خلال سورة يوسف الإثنين نوفمبر 02, 2020 3:06 pm | |
| الله يسبارك فيك يا شيخنا كلام جميل اوى بجد وشرح جديد اول مره اسمعه جزاك الله كل خير
| |
|
الشيخ الروحانى المصرى Admin
المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 18/10/2020
| موضوع: رد: علوم الكشف الروحانى والرؤيا والأحلام من خلال سورة يوسف الجمعة مايو 20, 2022 7:54 pm | |
| | |
|