الشيخ الروحانى المصرى Admin
المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 18/10/2020
| موضوع: الحسد مرض خبيث أصاب نفوس الناس فأصابوا من حولهم بالخراب الخميس أكتوبر 22, 2020 8:36 pm | |
| الحسد مرض خبيث أصاب نفوس الناس فأصابوا من حولهم بالخراب
تعريف الحسّد هو تمنى زوال النعمة عن الغير وبطبيعة الحال فإن الحسّد لا يتأتى إلا من قلبٍ حاقدٍ وقلبٌ مُتمرد على توزيع قسّمة الله فى خلقه فهذا الإنسان الحاسّد يكره أن يكون عند غيرهِ من النعم ومن الرزق كالأولاد والزوجة الصالحة والصحة الجيدة والنجاح فى العمل وغيرها. وبذلك فإن هذا الحاسّد لم يحسّد غيره فقط بل أيضا تمرد على الخالق نفسه وهذا الأسوء فالله سبحانهُ وتعالى هو مقسم الأرزاق وهو الوهاب لمن يشاء وهو صاحب الفضل العظيم يُؤتيهِ من يشاء من عباده. أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) النساء أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (32) الزخرف
أسباب الحسّد وقد خلق الله بنى آدم فى هذه الحياة الدنيا ورفع بعضهم فوق بعض منازل ودرجات لا لكى نتعالى ونتباهى على بعضنا البعض ولكن لنكون فى الأصل فى خدمة بعضنا البعض فمثلا الدكتور يعالج المريض والمهندس يبنى للساكن ورافع القمامة ليجمل شوارعنا ويُزينها فمن الأعلى إلى الأدنى فى التدرُج نُصبح نحن بنى البشر نحتاجُ إلى بعضنا البعض وهذا ما ارده الله لنا جميعا ان نكون متوآدين ومتحآبين ورآضيين بقسمة الله لنا فى كل أحوالنا ودرجاتنا ولا يحقد أحدُنا على الأخر ولا يَحسد أحداً أخاه. وها نحن نرى الأن فى كثير من مُجتماعتنا أن الحسّدَ والكره والبغضاء أنتشر فى قلوب كثيرٍ من الناس وأصبح الأخ يحقدُ على أخاه والجار يحسّدُ جارهُ وكل هذا نشأ بيننا من عدم الرضا بقسمة الله فنجد أن الحاسّد ينظُر إلى الأنسان الناجح فى عملهِ وينظُر إلى من يرزقهُ الله بالبنين فيُصيبهُ بالعين والحسّد وحتى كلما أرتقى الانسان فى أى شئ ناحج وأحبهُ الناس نجد من ينظُر إليه ويُصيبهُ بالعين فيمرض أو تأتيهِ المشاكل فى عمله وبيته وبين أولاده وكل هذا يؤدى فى النهاية الى الخراب ونعوذُ بالله .. فليحذر كل إنسان حاسد وأن يعلم أن المنُعم هو الله لأن التدرج والرفع والخفض إبتلاء من الله وفتنةً لنا فيما آتانا الله من الرزق سواء قل (فلا نحسد) أو زاد (فلا نتعالى) وأن الله بصير يرى هذه الفتنية بيننا. وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ (165) الانعام وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20) الفرقان
فالعين حق وهذا ما أخبرنا به سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم (العينُ حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين) فالعينُ تسبق القدر وسهمُها نافذ فى المحسود لأنها تخرج من قلب حاقد ملئ بالشر ولذلك قال اللهُ لنا عندما نُشعر بالحسد أن نقول (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) فعين الحاسّد يلازمُها الشر والخراب دائما وإذا وقعت عين الحاسد على صاحب النعم أصابتهُ بالشر فى مالهِ أو ولدهِ أو تجارتهِ أو صحتهِ
النصائح فوجب علينا أحبائى فى الله أن لا نُظهر الكثير من نعم الله علينا قدر ما إستطعنا وأن لا نتحدث بها بقدر الإمكان خصوصاً كل أمر تريد له النجاح والتوفيق فى المُستقبل وهذا ما علمنا إياه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (إستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمةٍ محسود) فأى شئ تُخطط له وتعمل عليه سواء فى الحياه العملية أوالأُسرية فلا تتحدث به ولا نتشُرهُ بين الناس حتى يتم الله لك النجاح والتوفيق ودائما نُحصّن أنفُسنا وبيُوتنا وأولآدنا بالرُقية الشرعية والذكر والقرآن ودائما كان أنبياء الله يُحصّنون أبنائهُم وأحفادهُم من العين ويخشّوْن عليهم من الإصابة بها وهذا كان حال سيدنا رسول الله أنه كانَ إذَا اشْتَكَى (رَقَاهُ جِبْرِيلُ) وقالَ باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ
وكان نبيُنا الكريم أكثر ما يخشى عليه من الحسّد والعين هم الأطفال والأولاد لأنهم الأكثر ضعفاً والأكثر حسداً فنرى الطفل الرضيع دآئم الصراخ ولا يهدأ من شدة الحسد وعند فِطامهُ لا يأكل ويشُعر بالضعف .. ورُوى عن النبى الكريم أنه عندما دخل على عائشة رضى الله عنها فقالت (دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِيٍّ يَبْكِي فَقَالَ مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي هَلَّا اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ؟) وكان دائماً يُرقى ويعُوذ الحسن والحسين رضى الله عنهُما ويقول (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ) والمقصود بـ (أباكما) هو أبآ الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام ومن بعد (إسحاق) نرى إبنهُ (يعقوب) ينصح ابناءهُ (الأسباط) عندما أمرهُم للذهاب إلى مصر وكان عددهم كبير فخاف عليهم من الحسّد والعين وأن يتربص بهم أحد فأمرهُم أن لا يدخلوا مجتمعين من بابٍ واحدٍ وأن يتفرقوا ويدخلوا من أبواب متفرقة لأنه كان ذُو علم من آبائه وأجداده وعلمهُ الله من علمه الأعلى. وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (68) يوسف
فأنصح أحبتى فى الله أن تُحصّنُوا أنفسكم وبيُوتكم وأولآدكم ولا تستهينوا بهذا الأمر فهو سبب خراب لكثير من الناس فخطرُ العين يكاد يكون أشد خطراً من السحر فقد يؤدى إلى شدة المرض والموت ولذلك قال الرسول الكريم محذراً للحاسدين (لاتقتلوا إخوانكم هلا بركتم إن نصف أمتي تموت بالعين) وفى رواية أخرى (أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين) فاللهمّ نعُوذُ بكَ من شر حاسدٍ إذا حسد
محبكم فى الله الشيخ الروحانى المصرى
| |
|
ريحانة الجنة
المساهمات : 66 تاريخ التسجيل : 19/10/2020
| موضوع: رد: الحسد مرض خبيث أصاب نفوس الناس فأصابوا من حولهم بالخراب الإثنين أكتوبر 26, 2020 3:18 pm | |
| توضيح رائع شيخنا عن الحسد والحاسدين ربنا يكفينا شر حاسد اذا حسد
| |
|
سامح ابراهيم
المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 02/11/2020
| موضوع: رد: الحسد مرض خبيث أصاب نفوس الناس فأصابوا من حولهم بالخراب الخميس نوفمبر 05, 2020 2:23 pm | |
| شرح جميل جدا يا شيخ ربنا يكرمك ربنا يكفينا شر الحاسدين وشر الحاقدين
| |
|