الشيخ الروحانى المصرى Admin
المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 18/10/2020
| موضوع: الشيطان والإنسان وبداية نشأة العداوة بينهما والحصن والحرز الخميس أكتوبر 22, 2020 8:44 pm | |
| الشيطان والإنسان وبداية نشأة العداوة بينهما والحصن والحرز
بداية نشأة العداوة العداوة بين الشيطان والإنسان ليست حديثُ عهد بل هى مُنذ أن خلق الله سبحانهُ وتعالى (آدم) أبو البشرية. ومن قبل أن يُخلق آدم كان الجآن هم من يسكنون الأرض يسعون فيها فساداً وخراباً وكان من بينهم إبليس ولكنه حينها كان عابداً لله ومن شدة عبادتهُ كرمهُ الله ورفعهُ إلى الملأ الأعلى وسكن السماء مع الملائكة يعبُد الله معهم كما يعبدون ويتنقل بينهم ويتنافس معهم على العبادة فلُقب بطاووس الملآكة من شدة الأخلاص والعبادة لله. ولكنهُ عندما سمع الله يُخبر الملائكة بأنهُ جاعلٌ فى الأرض خليفة ونظر فوجد أن الله يخلُق إنساناً من الصلصال والطين ويُشكِل هيئتهُ بيداه الكريمة حتى أكتمل بنيانه ثم نفخ فيه من روحهِ العُليا بل وعلمهُ اللهُ بنفسهِ من علمهُ الأعلى (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) وتحدى به الملآكة فى العلم (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) وتفوق عليهم فأمرهم الله بالسجود لـ (آدم) وكل هذا كان على مرأى ومسمع من إبليس فشعر بالغيرة وأحسّ أن هذا المخلوق الجديد نال تكريماً عظيماً من الخالق الأعلى. وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴿٢٦﴾ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾ الحجر. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴿٣٠﴾ البقرة. وهذا بالفعل يُعد تكريماً وتشرفياً لبنى الإنسان من الله ولكن هذا التكريم أشعل النار بداخل إبليس تلك النار التى هو خُلق منها فأشعلت فيه نار الغيرة والحقد والحسد حتى كفر وتعالى على الخالق الأعظم فأصبح شيطاناً مريداً (لعنه الله) ورفض تنفيذ الأمر من الآمر الأعلى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا؟؟؟) هكذا كان الرد على الخالق الأعظم بل وزاد فى الإستنكار على الخالق وتكريمه لنا نحن بنى آدم (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا).
فهذا كله كان كُفرٌ بيّن من إبليس وما كان من الله بعد كفرهِ واستكبارهِ وإصراره ُعلى طلبه أن يُأخر إلى يوم القيامة حتى يغوى ويفسد العيش على بنى آدم إلا أن طرده الله من الملأ الأعلى ومن الجنة مذموماً مدحوراً (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ). وأمر الله آدم بعد طرد إبليس أن يسّكن الجنة هو وزجته ويأكل منها رغداً حيثُ يشاء إلا شجرة واحدة (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) وحذر الله آدم وأخبره أن هذا الشيطان أصبح عدواً لك وسوف يتربص بك حتى يخرجك من الجنة (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ). وكان هذا هو أول مدخل من مداخل الشيطان لبنى البشر حيث كانت التجربة الأولى بين الشيطان وآدم حيث أصبح هناك شيطانٌ يغوىّ وإنسانٌ يستقبل إغواء الشيطان.
بداية الاغواء والوسوسة من الشيطان للإنسان والتحصين وبدأ الشيطان يتسلل إلى آدم ويُحيط به من كل جانب عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ومن أمامه يغويه ويغريه بالخلد الأبدى والمُلك الأزلى فأخذ (الوسواس) منهجاً له فى الإغواء فظل يوسّوسّ لآدم ويزين له المُلك والخُلد حتى (سيطر) على آدم وأكل من الشجرة التى أمرهُ الله ألآ يقربها وخرج آدم من الجنة (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا). وحقيقة الأمر أن الشيطان هو نفسه الذى كان يريد الخُلد حينما طلب أن يعيش مُخلداً حتى نُبعث وهو الذى أراد المُلك حينما سخر جيشا من الشياطين ونصّب نفسهُ ملكاً عليهم لمحاربة ذرية آدم. بل ومن العجيب فى الأمر أن إبليس عندما رفض السجود لآدم أعلن مباشرةً عن منهجهُ الذى سوف يتبعه ضد آدم وذريته من بعده عندما قال مستكبراً ومتحدياً لبنى البشر (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) ونلاحظ أنه ذكر أربع جهات فقط بين أيديهم (الأمام) ومن الخلف وعن اليمين والشمال ولم يذكر الجهتين (العُليا والسُفلى) وفى هذا شأناً عظيم لبنى البشر من الله فالإنسان المؤمن الروحانى العابد إذا سجد لله يضع رأسه فى (الأسفل) ويقول سبحان ربى (الأعلى) فتُعلق روحه فى (الملأ الأعلى) فهو بسجوده لله تسمو روحه وترتقى فى بحر سماء الله فلا يصيبه مداخل الشيطان.
ويجب علينا أحبائى فى الله أن نحصن أنفسنا دائماً وابداً من الشيطان الرجيم وألآ نقع فى الفتن التى ينصبها لنا فهو وذريته يتربصون بنا ويجب علينا أن نكون أقوى من أى إغواء أو إغراء حتى لا نكون من أولياؤه فى الأرض. (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ). وهذا حصنٌ حصين وحرزٌ منيع وأنصح به أحبانى الكرام وإتخاذه كورد يومى حتى نقطع مداخل الشيطان وذريته لنا
(بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله من أمامى ومن خلفى بسم الله عن يمينى وعن شمالى بسم الله من فوقي وأن أغتال من تحتى بسم الله إكتنفت وفى حرزه الحصين دخلت وبحصنه المنيع احتجبت وبسر أنوار القوي القاهر علوت وبسر أنوار أسمه النور أبصرت وأنتصرت على أعدائى من الجن والإنس وببوارق أنوار أسرار قرآنه العظيم إتصلت وبركنه القوي التجأت اللهم إني أسألك بكلماتك التامات وأسمائُك المُعظمات وبالأحرف النورانيات وبما أورته سرادقات عرشك العظيم من الهيبة وإتصال الأرواح فى عالم الأسرار للخواص من عبادك ، أن تجعلني محفوظًا محصنًا من كل عدو من الجن والإنس وإدخلنى في سر إمداد أنوار خزائن حرزك العزيز المنيع محجوباً عن كل سوء وكن اللهم لي وليًّا وناصراً (سلام قولاً من ربٍ رحيم) والصلاة والسلام على خير من أتصلت روحه بعلم السماء محمد بن عبد الله الصادق الأمين).
محبكم فى الله الشيخ الروحانى المصرى
| |
|
ريحانة الجنة
المساهمات : 66 تاريخ التسجيل : 19/10/2020
| موضوع: رد: الشيطان والإنسان وبداية نشأة العداوة بينهما والحصن والحرز الإثنين أكتوبر 26, 2020 3:17 pm | |
| جزآك الله كل خير شيخنا الجليل شرح وافى جدا لصراع الشيطان مع الانسان
ربنا يحصنا بحصنه الحصين وحرزه المنيع من الشيطان الرجيم
| |
|
سامح ابراهيم
المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 02/11/2020
| موضوع: رد: الشيطان والإنسان وبداية نشأة العداوة بينهما والحصن والحرز الخميس نوفمبر 05, 2020 2:24 pm | |
| اللهم نعوذ بك من همزات الشياطين وان يحضرون
| |
|