الشيخ الروحانى المصرى Admin
المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 18/10/2020
| موضوع: الطريقة الشاذلية لسيدى أبى الحسن الشاذلي رضى الله عنه الثلاثاء نوفمبر 03, 2020 10:58 pm | |
| الطريقة الشاذلية لسيدى أبى الحسن الشاذلي رضى الله عنه
ولادته ونشأته هو الإمام وحجة الصوفية والمتفرد فى زمنه بالمعارف السنية سيدى تقى الدين أبو الحسن على بن عبد الله الذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين السبط رضى الله عنهم جميعا، وهو صاحب الطريقة الشاذلية بشارتها الصفراء التى ترمز إلى علوم الأسماء الإلهية. ولد سنة 593هـ بقرية شاذلة قرب تونس وتوفى سنة 656هـ أى عاش 63 عاما، وتنسب الطريقة الشاذلية إلى مؤسسها الأوّل القطب سيدى أبي الحسن الشاذلي واسمه علي بن عبد الله (ولد سنة 593هـ/1196م وتوفي سنة 656هـ/1258م)، وتعتبر هذه الطريقة من أبرز الطرق الصوفية المنتشرة في النطاق العربي الإسلامي وهي لا تزال منتشرة إلى الآن في بلدان كثيرة. وأصل أبي الحسن الشاذلي من بلاد غمارة في ريف المغرب الأقصى، أمّا تسمية الشاذلي فقد أتت نسبة إلى شاذلة وهي قرية قرب مدينة تونس، اختلف المؤرخون في تحديدها هل هي كائنة بجبل زغوان حيث رابط الشيخ طلبا للفتح الرباني والولاية الرحمانية، أو بالمرناقية حيث مقام سيدي علي الحطاب.
وقال أيضاً فضيلة الإمام (الدكتور عبد الحليم محمود) شيخ الأزهر السابق (وقبل أن نغادر معه شاذلة إلى رحلته الجديدة، نذكر ما حكاه ـ رضي الله عنه ـ فيما يتعلق بنسبه إلى شاذلة، قال: قلت: يا رب؛ لم سميتني بالشاذلي، ولست بشاذلي؟ فقيل لي: يا علي؛ ما سميتك بالشاذلي وإنما أنت الشَّاذُّ لِي ـ بتشديد الذال المعجمة ـ يعني: المفرد لخدمتي ومحبتي). دراسته ورحلته إلى مصر تتلمذ أبو الحسن الشاذلي عند نشأته على الإمام عبد السلام بن مشيش، في المغرب، وكان له كل الأثر في حياته العلمية والصوفية. ثم رحل إلى تونس، وإلى جبل زغوان، حيث اعتكف للعبادة، وهناك ارتقى منازل عالية في الفكر الصوفي ودرس بها على أبو سعيد الباجي اشتغل بعلوم الشريعة حتى أتقنها وصار يُناظر عليه مع كونه ضريرا ، ثم انتهج التصوف واجتهد فيه حتى ظهر صلاحه وخيره، ورحل بعد ذلك إلى مصر.
وأقام بالإسكندرية حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن علي، وأبو عبد الله محمد وابنته زينب، وفي الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية في العالم أجمع.
قالوا عنه فى زمانه وقال عنه ابن دقيق العيد ، ما رأيت أعرف بالله منه ومع ذلك آذوه هو وجماعته وأخرجوهم من المغرب، وكتبوا إلى نائب الإسكندرية أنه يقدم عليكم مغربى قد أخرجناه من ديارنا فاحذروه، فدخل الإسكندرية وآذوه حتى ظهرت له كرامات أوجبت الاعتقاد فيه.
وقال عنه الشيخ العارف بالله سيدى مكين الدين الأسمر: حضرت فى المنصورة فى خيمة فيها الشيخ الإمام مفتى الأنام عز الدين بن عبد السلام، والشيخ مجد الدين على بن وهب القشيرى المدرس، والشيخ محيى الدين بن سراقة والشيخ مجد الدين الأخيمى والشيخ أبو الحسن الشاذلى ورسالة القشيرى تقرأ عليهم وهم يتكلمون والشيخ أبو الحسن صامت الى أن فرغ كلامهم، فقال: ياسيدى نريد أن نسمع منك. فقال: أنتم سادات الوقت وكبراؤه وقد تكلمتم، فقالوا لابد أن نسمع منك، قال فسكت الشيخ ساعة ثم تكلم بالأسرار العجيبة والعلوم الجليلة فقام الشيخ عز الدين وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه وقال اسمعوا هذا الكلام الغريب القريب العهد من الله ، وقيل عنه، من أراد أن يستجاب له فليأت الى الشيخ الشاذلى.
تعريف بالطريقة الشاذلية مفتاح الطريقة الطريقة الشاذلية مفتاحها الحب في مقابل طريق المجاهدة المعروف قبله، وفي حديث الأعرابى الذي سأل النبى صلى الله عليه وسلم: "متى الساعة؟" فأجابه صلى الله عليه وسلم: "وما أعددت لها؟" قال:"ما أعددت لها كثير صوم وصلاة غير أني أحب الله ورسوله" قال صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب".
نصائح للمُريد السائر فى الطريقة فالسائر إلى الله إذا أدى الفرائض واجتنب المنهيات وأحب الله ورسوله كان وصوله إلى الله أسرع ممن جاهد نفسه بالمجاهدات والرياضات الروحانية والعبادات مع افتقاد الحب الذي هو جناح الطيران إلى حضرة الرحمن، وكل منهما المجتهد في العبادات والمحب مع إقامة الفرائض يرجى لهما الوصول، بل إن المحبين مجتهدون في عبادتهم ففى الحديث القدسي : "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب. وما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه".[] فالمحب من فرط حبه لله يكثر من النوافل بعد إقامته للفرائض محبة في حبيبه خالصة له لا يدنس عبادته دنس رياء ولا يفسدها عجب، فهو بمحبته غائب عن حظ نفسه في العبادة بل هي خالصة لله رب العالمين.
أُسس الطريقة الشاذلية للوصول تشترك كل الطرق الصوفية في أفكار ومعتقدات واحدة وإن كانت تختلف في أسلوب سلوك المريد أو السالك وطرق تربيته، ونستطيع أن نُجمِل أفكار الطريقة الشاذلية في نقاط محددة ، وهذه النقاط هي:
• التوبة: وهي نقطة انطلاق المريد أو السالك إلى الله.
• الإخلاص: وينقسم لديها إلى قسمين :- o إخلاص الصادقين. o إخلاص الصِّدِّيقين.
• النية: وتعد أساس الأعمال والأخلاق والعبادات.
• الخلوة: أي اعتزال الناس، فهذا من أسس التربية الصوفية. وفي الطريقة الشاذلية يدخل المريد الخلوة لمدة ثلاثة أيام قبل سلوك الطريق.
• الذكر: والأصل فيه ذكر الله، ثم الأوراد، وقراءة الأحزاب المختلفة في الليل والنهار. والذكر المشهور لدى الشاذلية هو ذكر الاسم المفرد لله أو مضمرًا (هو هو).
• الزهد: وللزهد تعاريف متعددة عند الصوفية منها:- o فراغ القلب مما سوى الله، وهذا هو زهد العارفين. o وهو أيضًا الزهد في الحلال وترك الحرام.
• النفس: ركزت الشاذلية على أحوال للنفس سعيا منهم لتزكيتها، وهي:- o النفس مركز الطاعات إن زَكَتْ واتقت. o النفس مركز الشهوات في المخالفات. o النفس مركز الميل إلى الراحات. o النفس مركز العجز في أداء الواجبات.
• الورع: وهو العمل لله وبالله على البينة الواضحة والبصيرة الكامنة.
• التوكل: وهو صرف القلب عن كل شيء إلا الله.
• الرضى: وهو رضى الله عن العبد.
• المحبة: وهي في تعريفهم: سفر القلب في طلب المحبوب، ولهج اللسان بذكره على الدوام.وللحب درجات لدى الشاذلية وأعلى درجاته ما وصفته رابعة العدوية بقولها (أحبك حبَّين: حب الهوى ... وحبّاً لأنك أهل لذاك)
• الذوق: ويعرِّفونه بأنه تلقي الأرواح للأسرار الطاهرة في الكرامات وخوارق العادات، ويعدونه طريق الإيمان بالله والقرب منه والعبودية له. لذلك يفضل الصوفية العلوم التي تأتي عن طريق الذوق على العلوم الشرعية من الفقه والأصول وغير ذلك، إذ يقولون: علم الأذواق لا علم الأوراق، ويقولون: إن علم الأحوال يتم عن طريق الذوق، ويتفرع منه علوم الوجد والعشق والشوق.
• علم اليقين: وهو معرفة الله معرفة يقينية، ولا يحصل هذا إلا عن طريق الذوق، أو العلم اللدُني أو الكشف..إلخ.
• السماع: وهو سماع الأناشيد والأشعار الغزلية الصوفية. وقد نقل عن أحد أعلام التصوف قوله: "الصوفي هو الذي سمع السماع وآثره على الأسباب". ونقل عن الشعراني عن الحارث المحاسبي قوله: "مما يتمتع به الفقراء سماع الصوت الحسن"، و"إنه من أسرار الله في الوجود". وقد أفرد كُتَّاب التصوف للسماع أبوابًا منفصلة في مؤلفاتهم، لما له من أهمية خاصة عندهم. وفاته ومما قاله الرحالة ابن بطوطة فى رحلته أخبرنى الشيخ ياقوت العرش عن شيخه الشيخ أبى العباس المرسى رضى الله عنهم أن أبا الحسن الشاذلى، كان يحج كل سنة فلما كان فى آخر سنة خرج فيها قال لخادمه اصطحب فأسا وقفة وحنوطا، فقال له الخادم: ولماذا ياسيدى؟ فقال: فى حميثرا سوف ترى، وحميثرا بصعيد مصر بالقرب من (أسوان) فلما بلغ حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن الشاذلى وصلى ركعتين وفى آخر سجدة من صلاته انتقل إلى جوار ربه ودفن هناك . ومن المشهور أنه لما دفن بحميثرا وغُسل من مائها عذب الماء بعد أن كان ملحاً وكثر حتى صار يكفى الركب اذا نزل عليه ولم يكن قبل ذلك يكفى.
| |
|
kemo
المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 10/11/2020
| موضوع: رد: الطريقة الشاذلية لسيدى أبى الحسن الشاذلي رضى الله عنه الثلاثاء نوفمبر 10, 2020 3:24 pm | |
| رضى الله عن سيدنا أبو الحسن الشاذلى وبارك الله فيكم
| |
|